من هو لسعد اليعقوبي ويكيبيديا، أحد أبرز النقابيين في تونس، السيرة الذاتية، في تونس، حيث يتقاطع النشاط النقابي مع السياسة والاقتصاد، برزت شخصيات تركت بصمة واضحة في الدفاع عن حقوق العمال والموظفين. من بين هذه الشخصيات، يبرز لسعد اليعقوبي، لارتباطه لسنوات بالحركات النقابية في قطاع التعليم الثانوي. لم يكن مجرد أمين عام لنقابة؛ بل كان صوتًا مسموعًا ضد سياسات الحكومة، ومحركًا رئيسيًا للإضرابات والاحتجاجات. ومع ذلك، لم تخلُ مسيرته من الجدل، لا سيما في ضوء التطورات الأخيرة التي أثرت على نشاطه خارج الإطار النقابي.

لسعد اليعقوبي ويكيبيديا
لسعد اليعقوبي نقابي تونسي بارز، يشغل منصب الأمين العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل. يُعرف بموقفه الثابت في الدفاع عن حقوق المعلمين، وقاد العديد من الإضرابات والحركات النقابية المطالبة بتحسين ظروف العمل وإصلاح النظام التعليمي. يُعرف بخطابه الحادّ وانتقاده المتكرر للسياسات الحكومية، مما جعله شخصيةً مثيرةً للجدل في الساحة التونسية. في أكتوبر 2025، رُفعت ضده قضية احتكار ومضاربة بعد العثور على كميات كبيرة من البطاطا في مستودع نُسب إليه، مما أثار جدلاً واسعاً حول أنشطته غير النقابية. ولا تزال القضية قيد التحقيق القضائي.
حياة لسعد اليعقوبي المبكرة ومسيرته النقابية
ينتمي لسعد اليعقوبي إلى جيل النقابيين الذين تبلور وعيهم في فترة ما قبل الثورة التونسية، عندما كانت النقابات أحد المنافذ القليلة للتعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق. بدأ نشاطه في قطاع التعليم، مُدرّساً، وانخرط تدريجياً في العمل النقابي، ليصبح في نهاية المطاف أميناً عاماً للنقابة العامة للتعليم الثانوي، إحدى أبرز الهياكل النقابية في تونس.
خلال قيادته، خاض اليعقوبي العديد من المعارك النقابية، أبرزها تلك المتعلقة بتحسين ظروف عمل المعلمين، والمطالبة بإصلاح المنظومة التعليمية، والضغط من أجل مراجعة السياسات التعليمية. قاد إضرابات وطنية، وشارك في مفاوضات شاقة مع وزارة التربية والتعليم، وكان حاضرًا دائمًا في وسائل الإعلام بخطابه الحاد والمباشر.
خطاب ومواقف لسعد اليعقوبي
تميّز اليعقوبي بخطابه النقابي الصارم، الذي لم يخلو من التحدي والنقد المباشر للسلطات. كان من أبرز الأصوات المنتقدة لسياسات الحكومة في مجال التعليم، متهمًا إياها مرارًا بالتقصير في دعم القطاع ومعاملة المعلمين كأرقام لا كفاعلين تربويين. كما لم يتردد في مهاجمة وزراء التعليم، معتقدًا أن بعضهم يفتقر إلى رؤية واضحة للإصلاح التربوي.
في أكثر من مناسبة، دعا إلى التصعيد النقابي وهدد بحجب الأعداد أو تعليق الدروس كوسيلة للضغط على الحكومة. حظيت هذه المواقف بدعم واسع بين المعلمين، إلا أنه واجه في الوقت نفسه انتقادات من بعض الجهات التي رأت أن نهجه يضر بمصالح الطلاب ويؤجج التوتر داخل المؤسسات التعليمية.
قضية لسعد اليعقوبي الأخيرة وجدل الرأي العام
في أكتوبر/تشرين الأول 2025، أثارت قضية جدلاً واسعاً في تونس عندما أذنت النيابة العامة بمحكمة بن عروس باحتجاز لسعد اليعقوبي للاشتباه في تورطه في الاحتكار والمضاربة. عُثر على ما يقارب 13 طناً من البطاطا في مستودع مؤقت نُسب إليه، مما أثار تساؤلات حول أنشطته غير النقابية.
تباينت ردود الفعل. فبينما دافع عنه البعض، معتبرين أنشطته الزراعية قانونية وتحت إشراف الدولة، رأى آخرون أن القضية كشفت عن جانب مظلم من ممارسات بعض النقابيين الذين يستغلون مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية. ودعا زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب، إلى انتظار قرار المحكمة وعدم الانجرار وراء التأويلات.
لا تزال القضية قيد التحقيق، ولم يصدر حكم نهائي فيها بعد. إلا أن تأثيرها على صورة اليعقوبي كان واضحًا، لا سيما في ظل الحملات الإعلامية التي رافقتها، والتي اتهمته بالتلاعب بمعيشة الشعب.
الخاتمة للنقابي التونسي لسعد اليعقوبي
لسعد اليعقوبي شخصية نقابية تركت أثراً واضحاً في المشهد التعليمي والنقابي التونسي. يجمع بين الخطاب الجريء والقدرة على التعبئة والالتزام بحقوق المعلمين. في الوقت نفسه، أثار جدلاً واسعاً بسبب أسلوبه الحاد وخطابه المتصاعد، وتورطه في قضية احتكار أثارت تساؤلات حول ممارساته خارج العمل النقابي. سواءً أُدين أو بُرّئ، فإن قضية اليعقوبي تفتح الباب أمام نقاش حول دور النقابيين في تونس، وحدود نشاطهم، وأهمية الشفافية والمساءلة. في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد، يبقى السؤال مطروحاً: هل يمكن للنقابي أن يكون فاعلاً نزيهاً في الدفاع عن الحقوق دون الوقوع في فخ الشكوك والمصالح الشخصية؟ الزمن والقضاء وحدهما كفيلان بالإجابة.