من هو فتحي غراس ويكيبيديا، مواليد، ديانته، جنسيته، زوجته، مواقفه، قضيته، السيرة الذاتية
فتحي غراس ويكيبيديا
فتحي غراس الجزائر
فتحي غراس facebook
فتحي غراس وزوجته
زوجة فتحي غراس
من هو فتحي غراس
في المشهد السياسي الجزائري، حيث تتشابك الحكومة والمعارضة في صراع طويل على الديمقراطية والحقوق والحريات، برزت شخصيات عديدة ناضلت من أجل التغيير ودفعت ثمن مواقفها من حريتها الشخصية. من بين هؤلاء، يبرز اسم فتحي غراس، الناشط السياسي وزعيم حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، الذي أصبح من أبرز الأصوات المعارضة في البلاد. لا يمثل غراس حركة سياسية فحسب، بل يعكس أيضًا تحديًا مستمرًا للنظام، ويجسد تطلعات شريحة واسعة من الجزائريين إلى دولة مدنية ديمقراطية. في هذه المقالة، نستعرض مسيرته وأفكاره وتداعيات مواقفه على الساحة الجزائرية.
فتحي غراس ويكيبيديا
فتحي غراس سياسي جزائري بارز، يشغل منصب زعيم حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، المعروف بتوجهه اليساري العلماني. بدأ مسيرته في صفوف التيار الإسلامي قبل أن يتحول إلى الفكر اليساري. عُرف بمواقفه الجريئة الداعية إلى دولة مدنية ديمقراطية وفصل الدين عن الدولة. شارك بفعالية في الحراك الشعبي عام ٢٠١٩، وواجه عدة اعتقالات بسبب منشوراته الناقدة للنظام، أبرزها تهم "الإساءة إلى رئيس الجمهورية" و"نشر أخبار كاذبة". وُضع مؤخرًا تحت المراقبة القضائية مع زوجته الناشطة مسعودة شاب الله، ويُعتبر من أبرز شخصيات المعارضة في الجزائر المعاصرة.
حياة فتحي غراس المبكرة وسيرته الذاتية
وُلد فتحي غراس عام 1972، ونشأ في بيئة سياسية واجتماعية متأثرة بالتحولات التي شهدتها الجزائر في فترة ما بعد الاستقلال. انخرط في العمل السياسي مبكرًا، وترقى في صفوف المعارضة اليسارية، ليصبح في نهاية المطاف زعيمًا لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وهو حزب علماني يساري يدعو إلى فصل الدين عن الدولة وترسيخ قيم المواطنة والعدالة الاجتماعية.
يُعرف غراس بمواقفه الجريئة وانتقاداته اللاذعة للنظام السياسي، لا سيما فيما يتعلق بالحريات العامة وحقوق الإنسان وملف الفساد. كما شارك بفعالية في الحراك الشعبي الذي انطلق عام ٢٠١٩، وكان من أبرز الشخصيات التي دعت إلى تغيير جذري في بنية الحكم، بعيدًا عن الحلول الترقيعية.
مواقف فتحي غراس السياسية والفكرية
يتبنى فتحي غراس خطابًا سياسيًا واضحًا، يدعو إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية قائمة على احترام الحريات الفردية وحرية التعبير والتعددية السياسية. يرفض ما يسميه "الاستبداد المُقنّع"، ويرى أن النظام الجزائري لا يزال يحكمه عقلية أمنية، رغم التغييرات الشكلية التي طرأت عليه.
كما يرفض غراس تدخل الجيش في الحياة السياسية، ويدعو إلى إبعاده عن دائرة صنع القرار السياسي، معتبرًا أن الديمقراطية لا تتحقق في ظل هيمنة الجيش. جعلته هذه المواقف عرضةً للملاحقة القضائية والاعتقال والمضايقات الإعلامية، لكنه ظلّ ملتزمًا بخطابه، مؤمنًا بأن التغيير لا يتحقق إلا من خلال المواجهة السلمية والمبدئية.
اعتقال فتحي غراس ومحاكماته القضائية
في يونيو/حزيران 2021، أُلقي القبض على فتحي غراس من منزله ووُجهت إليه تهم "الإساءة إلى رئيس الجمهورية" و"نشر معلومات مغرضة" و"خطاب الكراهية" على خلفية منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي. حُكم عليه بالسجن عامين، خُفّفت لاحقًا إلى عام واحد، منها ستة أشهر مع الأشغال الشاقة. قضى نحو تسعة أشهر من هذه العقوبة بين يونيو/حزيران 2021 ومارس/آذار 2022.
في أغسطس/آب 2024، أُلقي القبض عليه مجددًا مع زوجته، مسعودة شاب الله، وهي أيضًا ناشطة سياسية. ووُجهت إليهما نفس التهم ووُضعا تحت الرقابة القضائية، مع إلزامهما بالمثول أمام المحكمة كل 15 يومًا ومنعهما من النشر أو التواصل مع وسائل الإعلام. أثارت هذه الإجراءات موجةً من الانتقادات من منظمات حقوق الإنسان، التي زعمت أن السلطات تستخدم القضاء لإسكات المعارضة وإسكات المنشقين.
الخاتمة للناشط السياسي فتحي غراس
فتحي غراس ليس مجرد ناشط سياسي؛ بل هو تجسيدٌ لصراع طويل بين السلطة والمعارضة في الجزائر، بين الاستبداد والديمقراطية، بين القمع والحرية. كانت رحلته مليئة بالتحديات، لكنه ظلّ ثابتًا على مواقفه، مؤمنًا بأن التغيير لا يأتي إلا بالنضال السلمي والمبدئي. في بلدٍ لا تزال فيه الحريات مقيدة، يُمثّل غراس صوتًا لا يُمكن تجاهله مهما حاولت السلطات إسكاته. ولعلّ مستقبل الجزائر السياسي يعتمد على قدرتها على استيعاب هذه الأصوات بدلًا من محاربتها. فالديمقراطية لا تُبنى بالاعتقالات، بل بالحوار والتعددية واحترام الاختلاف.